الجمعة، يناير 23، 2009

آيه ... قصه طفله أم قضيه مجتمع ؟


تمر بنا في حياتنا مواقف تكون بمثابة إيقاظ للنفس من الغفلة وتنبيها لنعم الله علينا التي أغفلنا شكرها , وتصرخ فينا أن انظروا حولكم ستجدون من هم في حاجة اليكم
حكى لي صديقي أنه حين خرج من بيته الي العمل وركب السيارة جلس بجوار أم تحمل طفلتها التي ظهر من هيئتها أنها مريضه
فوجئ صديقي بالأم تبكى حينما بدأت الطفلة تنزف الدماء بغزارة من أنفها ...فسألها عن مرضها وما هذه الدماء التى تنزف ؟
فأخبرتة وهى تبكى بقصتها التي انفطر لها قلبة وانفطر قلبى معه
آيه .... هو اسم الطفلة ذات الخمسة أعوام .. مريضة بمرض السرطان وتعالج من هذا المرض منذ ثلاثة أعوام مرت بمراح العلاج المختلفة والتى كان آخرها العلاج بالكيماوي والذي أثر عليها تأثيرا كبيرا لعل أقل هذا التأثير هو سقوط شعرها بالكامل وهى الآن انتهت من هذة المرحله من العلاج وبقى لها مرحله أخيرة وهى عملية زرع خلايا دم حتى يتم وقف النزيف
لكن الذى لفت نظر صديقى أن الأم كانت تذهب بابنتها وحدها بدون رفيق من أب أو أخ فسألها عن ذلك فأخبرته أن أولادها منفصلين فى معيشتهم وزوجها غير مهتم بابنتة أو يئس من طول فترة العلاج !!!
وتكمل الأم أن إدارة المستشقى طلبت منها متبرع بالدم من فصيلة( O ) حتى يتم أخذ مقدار ( حقنه ) من الدم من سلسة الظهر ويتم زرعها لآية حتى يتم وقف النزيف وتنتهى فترة العلاج وتشفى بإذن الله
لكن الأم عجزت حتى الآن أن تجد ذلك المتبرع بعد أن رفض أبنائها الذين يحملون نفس الفصيلة لتظل الأم فى محنتها الى أن يأذن اللة حمل صديقي الطفلة التي كانت لاتستطيع المشي حتى لاتنزف مرة أخرى وأوصلها الى السيارة وطلب من الأم أن يرافقها الى المستشفى فرفضت حتى لا يتأخر عن عملة
أخبرنى صديقى أنة لو كان يحمل نفس الفصيلة ما تردد لحظة أن يذهب معها الى المستشفى ويتبرع لها إلا إنه أخبرني أنة سيبحث عن متبرع وسيذهب الى المستشفى وسيسأل عنها وعن مسكنها
انتهت قصة آيه .......... .. لكن هل انتهت معها تلك الرحمة التى أودعها الله فى قلوبنا ؟!هل حالة اللامبالاة التي أصابت مجتمعنا أمتدت لتطال تلك المشاعر الإنسانية ؟!!
أنا لا أتحدث عن أحوال أمتنا السياسية أو الاقتصادية .إنما أتحدث عن تلك الطفلة المريضة التى تحتاج الي من يقف بجوارها .عن ذلك الفقير الذى يريد من يمد يده الية .عن تلك الأم التى تربى أبنائها الأيتام .عن ذلك الطالب الذى لا يستطيع أن يكمل دراسته .عن تلك الزوجة التي هجرها زوجها هى وأبنائها .عن ذلك الشاب الذى لا يملك تكاليف الزواج وتلك الفتاه التى لا تستطيع أن تكمل جهاز زواجها .
آيه ....... من فى سنها لا يحمل هم الحاضر ولا يفكر فى المستقبل وإنما يعيش تلك الطفولة البريئة أما هى فقد أدركت مبكرا أنها لا تعيش مع هؤلاء البشر الذين يحملون تلك المضغة التي خلق الله بها الانسان والتى تسمى بالقلب إنما هم ذئاب فى صورة بشرية ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق